منتديات الشامخة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ: Empty اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

مُساهمة من طرف classic الثلاثاء يوليو 29, 2008 9:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد والِ محمد

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

المبعث النبوي الشريف سنة 13 قبل الهجرة

لقد كان مبعث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالرسالة الإسلامية المقدسة سنة 13 قبل هجرته الميمونة من مكة الى المدينة المنورة, وهي سنة (610م), حيث أوحى الله تعالى إليه وأبلغه عن طريق جبرئيل (عليه السلام) بأنّه نبي هذه البشرية وخاتم الأنبياء. لقد كان نزول الوحي وبعثة النبي (صلى الله عليه وآله) أمراً مشكلاً للجاهليين، وكان مشكلة فكريّة وعقائدية صعبة الفهم, عسيرة الاستيعاب.

أما بالنسبة للمؤمنين بالرسالة والمصدقين لها فلا يعجبون لظاهرة الوحي، فهم يعتقدون بقرارة أنفسهم بالعناية الربانية وتتابع الألطاف الإلهية لإنقاذ الإنسان من براثن الجهل والضلال والإنحراف؛ لأنّ الله تعالى شأنه لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يتركه هملاً, بل جعل له الوحي ليستكشف نفسه، وليعرف ربّه وخالقه وعالـمه، والموصل له الى هدايته وكماله في الدنيا والآخرة، وكذا في كيفية تعامله مع الناس في بيئته ومجتمعه.

والله أعلم حيث يجعل رسالته, ويختار بلطفه ومنّه ورعايته وعنايته للعباد أفراداً مخصوصين، ومؤهلين للتواصل مع الله من خلال ألطافه المتتابعة عليهم، ومن خلال تحمّلهم الرسالة الإلهيّة المباركة، وتبليغ هذه الأمانة الكبرى الى الناس كافّة فكان الأنبياء والرسل (عليهم السلام): (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إنّ الله سميع بصير). (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اُوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته).

تلقّي الأنبياء (عليهم السلام):

لا بد للأنبياء والرسل من بلوغ الاستعداد الخاص والتكامل الروحي الذي يجعلهم مهيّئين لتلقي الفيوضات الإلهية والمعارف الجديدة التي تليق بشأنهم، وليرتفعوا عن هذا العالم الى درجة التجرّد والتعلق بالله سبحانه، فالتجرّد والتعلق بالله تعالى هما الوسيلتان اللتان تمكّنان النبي من الاتصال بعالم الغيب من خلال الوحي. حيث عند ذلك تتوقف الارتباطات بعالم المادة كلّياً وتتّجه الروح حينئذ لاستقبال واستيعاب ما يصدر الى النبي عن طريق الوحي, وما يلقى من عالم الملكوت.

هذه الحالة تشابه ما يقع للنائم في أحلامه من سماع الأصوات وحفظ الكلمات ورؤية الأشخاص والمشاهد المتنوعة، لكن التلقي يحصل والرسول في كامل درجات الإدراك والاستيعاب والوعي العقلي بما يلقى إليه: (سنقرئك فلا تنسى). وبهذا تكون الذات النبوية عند تلقّي الوحي مطلّة على عالم التجلّي العلوي، ومستعدة للإفاضة الإلهية، منشدّة إليها، مقتربة من عالم الملكوت.

فقد روى زرارة قال: قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام): جعلت فداك، الغشية التي كانت تصيب رسول الله إذا نزل عليه الوحي, قال: فقال: (ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد، ذلك إذا تجلّى الله له)، قال: ثم قال: (تلك النبوّة يا زرارة).

الإعداد للنبوّة:

لقد هيّأ الله رسوله الأكرم محمداً (صلى الله عليه وآله) للاستعداد لحمل الرسالة الإسلامية، والأمانة الكبرى، وكيفية أدائها وإنقاد البشرية من حيرة الضلالة وكابوس الجهالة، وعند بلوغه (صلى الله عليه وآله) الأربعين من العمر الشريف اصطفاه الله تعالى نبيّاً ورسولاً وهادياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

فعند ما كان النبي (صلى الله عليه وآله) في نهايات العقد الثالث من عمره الشريف يلقى الوحي إليه عن طريق الإلهام والإلقاء في نفسه والرؤية الصادقة وهي درجة من درجات النبوّة.

جاء في كتاب (الدرّ المنثور): أول ما بدئ به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الوحي الرؤية الصالحة، فكان لا يرى رؤياً إلاّ جاءت مثل فلق الصبح.

ثم حبّب الله إليه الإستئناس به والخلوة لمناجاته، فكان يذهب الى غار حراء، الى كهف صغير في أعلى جبل حراء، في الشمال الشرقي من مكّة، يتعبّد فيه، حيث ينقطع عن عالم المحسوسات المادية، ويتأمل ويستغرق في ذلك نحو عالم الغيب والملكوت والتوجّه للّه تعالى وحده.

نزول الوحي:

وعند ما بلغ الأربعين من عمره (سنة 13) قبل الهجرة (610م) نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) في غار حراء فالقى إليه كلمة الوحي من الله تعالى، وأعلمه أنّه الخاتم لرسالات الأنبياء، والمبعوث رحمة للعالمين.

والروايات تصرّح بأنّ أول آيات القرآن التي قرأها جبرئيل (عليه السلام) على الرسول (صلى الله عليه وآله) هي: (اقرأ باسم ربّك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* إقرأ وربّك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم).

وهذا رأي الطباطبائي في (الميزان) 322:20، وكان ذلك في شهر رمضان ليلة القدر.

وعن ابن عباس، قال: أول ما نزل جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله) قال: يا محمد، استعذ, قال: (أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم), ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ثم قال: (اقرأ باسم ربّك الذي خلق). (سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)).

وبعد أن تلقّى ذلك التوجيه الإلهي القيم رجع الى أهله (صلى الله عليه وآله) وهو يحمل كلمة الوحي والمسؤولية الكبرى لأمانة السماء الى الأرض، أي الرسالة الإسلامية الكريمة التي كان ينتظر شرف تقلّدها. لقد عاد فاضطجع في فراشه وتدثّر لأجل الراحة والتأمل فيما كلّفه الله به، فجاءه جبرئيل ثانية وطلب اليه القيام والنهوض وترك الاضطجاع والبدء بالدعوة المحمدية وإنذار الناس، جاء ذلك في قوله تعالى: (يا أيّها المدّثّر* قم فأنذر* وربّك فكبّر* وثيابك فطهّر...).

فشرع ملبيّاً لنداء الله سبحانه ومبشراً بدعوته الرسالية، وكان أول من دعاه الى سبيل الله زوجته خديجة (عليها السلام) وابن عمّه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وقد كان في العاشرة من عمره، وإدراكه يفوق جميع من في الجزيرة سوى الرسول (صلى الله عليه وآله). فآمنا به وصدّقاه, فكانت السيّدة خديجة والإمام علي النواة الاُولى للدعوة الإسلامية الكبرى.

ثم آمن بالرسول (صلى الله عليه وآله) مملوكه زيد بن حارثة، وكان يختار أصحابه (صلى الله عليه وآله) فرداً ففرداً، وكانت الدعوة مقتصرة على البعض القليل حتى جاء الأمر الإلهي: (وأنذر عشيرتك الأقربين...).

فجمعهم وصدع بالرسالة بينهم، وبقي يسير الخطى في ذلك الى آخر حياته الكريمة.

فالصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين يوم ولد ويوم توفي ويوم يبعث المقام المحمود الذي وعده الله إياه يوم القيامة.

classic
*&*( مشرف عـام)*&*

عدد الرسائل : 144
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ: Empty رد: اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

مُساهمة من طرف classic الثلاثاء يوليو 29, 2008 9:17 am

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصب:

الإسراء والمعراج (سنة12 للبعثة)

قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير).

تمهيد:

الإسراء والسري: السير بالليل.

والمسجد الأقصى: بيت المقدس، والقصي: هو البعيد، وسمي أقصى لكونه أبعد مسجد عن مكّة، حيث فيها المسجد الحرام والنبي (صلى الله عليه وآله) والذين معه.

وهذه الحادثةـ الإسراء والمعراج ـ من المعاجز التي تكلل بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وقد اختلف المؤرخون في زمن وقوعها، وكذلك في مكان وقوعها، ولكن المتعارف أن الإسراء كان من مكة المكرمة، وذلك قبل الهجرة الشريفة؛ لقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام).

أما الإسراء:

فهنالك روايات تعضد ذلك، حيث أخبر الرسول (صلى الله عليه وآله) قومه بذلك فأنكروا عليه صبيحة تلك الليلة المباركة وما جرى فيها من كرامات لا تضاهى للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). واختلف المؤرخون أيضاً في السنة التي اُسري فيها بالنبي (صلى الله عليه وآله)، فقد قيل: في السنة الثانية للبعثة الشريفة، وقيل: في السنة الخامسة أو السادسة، وقيل غير ذلك...
والقرآن الكريم والروايات المعصومية تكشف عن أنّ الإسراء حدث مرتين، وكما في سورة النجم، حيث يقول جل وعلا: (ولقد رآه نزلة اُخرى).

وكذا اختلف المؤرخون في المكان الذي اُسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) منه، فقد قيل: اُسري به من شعب أبي طالب، وقيل: من بيت اُمّ هاني بنت أبي طالب، وقيل من المسجد الحرام؛ لقوله: (سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام). والمسجد الحرام يراد به مجازاً الحرم كله، فيشمل مكة كلها. وقد يكون الإسراء مرتين ـ كما ذكرنا ـ إحداهما من المسجد الحرام, والاُخرى من بيت اُمّ هاني. واختلف المؤرخون في كيفية الإسراء، فقيل: كان إسراؤه (صلى الله عليه وآله) بالروح والجسد معاً وكان من المسجد الحرام الى البيت المقدس, ثم منه الى السماوات العلى، والأغلبية على ذلك. وقيل: كان بروحه وجسده (صلى الله عليه وآله) من المسجد الحرام الى بيت المقدس، ومن ثم بروحه فقط من بيت المقدس الى السماوات العلى، وعلى ذلك جماعة. وقيل: كان الإسراء بروحه (صلى الله عليه وآله) فقط, برؤيا صادقة أراها الله تعالى إيّاه (صلى الله عليه وآله)، وذلك رأي البعض من المؤرخين؛ لعدم استيعابهم ذلك الإسراء بالروح والجسد, وقد تغافلوا عن الأحاديث المفسرة للآية الشريفة. إلاّ أن المتأمل والمتدبّر في الآية فضلاً عن الروايات يتضح له جليّاً إسراء النبي (صلى الله عليه وآله) بروحه وجسده، وليس بروحه الطاهرة دون جسده الشريف (صلى الله عليه وآله)، فالآية تصرح بذلك بما لا غبار عليه, والروايات تدعم ذلك. ولم يكن الإسراء رؤيا صادقة، ولا انتقال بروح رائقة، كما يدعي كل من تذوق ذائقة.

والإسراء هذا تخطيط إلهي، لا عبثٌ من لاهي، وذلك ليتبين ويرى الرسول (صلى الله عليه وآله) الصادق الأمين، الجادّ المتين، تلك الآيات الباهرات الواضحات, قال تعالى: (لنريه من آياتنا...) و(لقد رأى من آيات ربّه الكبرى).

بالإضافة الى ما ذكرنا فإنّ هذه المعجزة الباهرة التي لم يبلغها التقدم العلمي في عصرنا، عصر المركبات الفضائية، ولن يبلغها؛ إذ المعجزة لا شبيه لها مطلقاً، أن ذلك كان اختباراً للمؤمنين أيضاً، فقد زاد ثباتهم وإيمانهم بقدرة الله تعالى، وزعزع ضعاف الإيمان والذين في قلوبهم مرض، فقد ارتدّوا بتكذيبهم أو شكّهم بالله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وبذلك تبين المشككون المرتدّون. ورد في كتاب (الميزان), عن أمالي الصدوق بسند الى أبان بن عثمان عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام), قال: (لما اُسري برسول الله (صلى الله عليه وآله) الى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس، وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلّى بها ورّده الى مكة. فمرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في رجوعه بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية, وقد أضلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه، فشرب الى رسول (صلى الله عليه وآله) من ذلك الماء وأهرق باقيه.

فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لقريش: إنّ الله جل جلاله قد أسرى بي الى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم، وإنّي مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا، وقد أضلّوا بعيراً لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك.

فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه فاسألوه: كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد، إنّ هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه!... فجعل يخبرهم بما يسألون عنه، فلما أخبرهم قالوا: حتى تجيء العير ونسألهم عمّا قلت، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): تصديق ذلك أنّ العير يطلع عليكم مع طلوع الشمس,يقدمها جمل أورق.

فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون الى العقبة ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أورق، فسألوهم عمّا قال الرسول (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: لقد كان هذا فأضلّ جملاً لنا في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماءً فأصبحنا وقد اُهريق الماء. فلم يزدهم ذلك إلاّ عتوّا ونفوراً).

أما المعراج:

المعرج: المصعد؛ الطريق الذي تصعد فيه الملائكة.

إن المعراج هذا قد حدث في نفس الليلة التي حدث فيها الإسراء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، إلاّ أن المعراج من المسجد الأقصى الى السماوات العلى، وهي معجزة قد تفرّد بها الرسول (صلى الله عليه وآله)؛ إذ سخّر الله سبحانه له البراق, فارتفع به ومعه جبرئيل؛ ليريه بذلك ملكوت السماوات وما فيها من الإبداع الإلهي في الصنع والتقدير. وفي سورة النجم إشارات لذلك رائـعة، بسم الله الرحمن الرحيم.
(والنجم إذا هوى* ما ضلّ صاحبكم وماغوى* وما ينطق عن الهوى* إن هو إلاّ وحي يوحى* علّمه شديد القوى* ذو مرّة فاستوى* وهو بالاُفق الأعلى* ثم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى الى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رآه نزلة اُخرى* عند سدرة المنتهى*عندها جنة المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربّه الكبرى...).

فالصلاة والسلام على رسول الله يوم ولد ويوم اُسري وعرج به، ويوم توفي، ويوم يبعث المقام المحمود الذي وعده الله تعالى.

classic
*&*( مشرف عـام)*&*

عدد الرسائل : 144
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ: Empty رد: اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

مُساهمة من طرف classic الثلاثاء يوليو 29, 2008 9:22 am

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصب:

خروج الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة الى مكة سنة 60 هـ

لقد تصاعدت وتيرة تردي الاُمة الإسلامية في عهد معاوية، ثم ازدادت سوءاً في الجوانب الفكرية والعقائدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في حكم الطاغية يزيد الاُموي، مما دفع بالإمام للتحرك ومغادرة المدينة المنورة الى مكة المكرمة؛ لتزعّم المقاومة الإسلامية ضد التسلط الاُموي المقيت. ولقد نوّه (عليه السلام) في واحدة من رسائله الى الدوافع التي ألجأت الى خروجه، حيث قال: (إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله). اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي...).

كما رفض الإمام رفضاً باتّاً بيعة يزيد التسلط والاستبداد، وذلك بقوله (عليه السلام): (ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة, معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله...).

ويمكن ذكر البواعث التي أدّت الى خروج الإمام الحسين (عليه السلام) بما يأتي:

استبداد واستئثار الاُمويين بالسلطة.
القتل والإرهاب وسفك دماء المسلمين الأبرياء.
التلاعب بثروة المسلمين, مما أدى الى الطبقية ونشوء طبقة مرفهة واُخرى معدمة.
الانحراف بكل أنواعه، وانتشار المفاسد الاجتماعية.
تغييب الأحكام الإسلامية النيّرة في أغلب مواقع الحياة واستبدال ذلك بالأهواء والآراء الشخصية.
استشراء طبقة من وضّاع الحديث ووعّاظ السلاطين, وتغيير سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) التي سعى بنفسه الكريمة لتثبيتها.

كل ذلك وغيره حدا بالإمام الحسين الى حركته الإلهية العظيمة، ولم يودّع مدينة جدّه (صلى الله عليه وآله) حتى زار مرقده الشريف، زيارة مودّع لا يعود، فهو يعلم بعدم رجوعه مرة اُخرى لزيارته (صلى الله عليه وآله)، وأنه سيلقاه في مستقر رحمة الله تعالى، وأنه سيلقاه وقد تقلّد وسام الشهادة في سبيل الله تعالى. وقف الى جوار مرقد جدّه الطاهر (صلى الله عليه وآله) فصلى ركعتين، ثم وقف قبالة مرقده الشريف وهو يناجي ربّه سبحانه: (اللهم هذا قبر نبيّك محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنا ابن بنت نبيّك وقد حضرني من الأمر ما علمت، اللهم إنّي اُحبّ المعروف واُنكر المنكر، وأنا أسألك ياذا الجلال والإكرام بحق القبر ومن فيه إلاّ ما اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى).

ثم في سنة60هـ, 27رجب الأصب تحرك الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه نحو مكة المكرمة، وهم يحثّون السير ويقطعون الفيافي والقفار, وبرفقته العقيلة زينب (عليها السلام) وثلة من أهل بيته وأصحابه والنساء والأطفال، يشقّون الصحراء والرمال، وذلك ليحطّ الرحال فيما بعد بأرض كربلاء مثوى الخالدين. قد خرج الإمام (عليه السلام) وآله وصحبه الكرام متحدياً السلطة الطاغوتية والقوة المتغطرسة, وهو يمثل هجرة أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالفواطم (عليهن السلام) من مكة الى المدينة؛ إذ تحدّى غطرسة قريش وصلفها، دون اتباع ما اعتاد عليه المهاجرون في الهجرة تحت جنح الظلام، حتى حط في سيره بأرض الطف حيث حطّ الرحال و...

فسلام على أبي عبدالله الإمام الحسين (عليه السلام) يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.

classic
*&*( مشرف عـام)*&*

عدد الرسائل : 144
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ: Empty رد: اليوم السابع والعشرون من رجب الأصبّ:

مُساهمة من طرف أمير الظلام الثلاثاء يوليو 29, 2008 10:50 am

مشكور أخي العزيز : classic على هذا الجهد الكبير
جعله الله في ميزان حسناتك إنشاء الله
تحياتي
أمير الظلام
أمير الظلام
.:.&(نائب المدير)&.:.
.:.&(نائب المدير)&.:.

عدد الرسائل : 158
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 29/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى